صفااء الروح
المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 08/02/2008
| موضوع: {ما سرّ تخلّفنا؟ } جولة فكرية هادئة السبت فبراير 16, 2008 6:34 am | |
|
هل هي أمريكا و إسرائيل ومن والاهم؟
هل هم الحكام المستبدون والحكومات الفاسدة؟
هل هو اقتصادنا الـ "ممسوح" الذي اضطرنا لأن نتسول
حتى القمح من الدول الكبرى؟؟
هل هي نظم التعليم الفاشلة التي لا تخرّج سوى أشباه متعلمين ؟
هل نحن متخلفون لأننا لا نطبق حدود الشريعة الإسلامية
وقد قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم" وبالتالي فلا نصرة ولا هم يحزنون
هذه الأسئلة وغيرها كانت تدور في ذهني حتى قرأت لكاتب يُدعى مالك بن نبي.
* من هو مالك بن نبي ? 1905 ــ 1973 م هو فيلسوف جزائري معاصر ويعد "أستاذ الجيل" أحد أهم رواد الفكر الإسلامي .. كتب كل كتبه ـ كما أظن ـ تحت عنوان "سلسلة مشكلات الحضارة" وقد احتفى الغرب بفكره وتُرجمت كتبه لأغلب لغات العالم.. ومع أني لم أقرأ في حياتي لمن هو أسوء أسلوباً ولغة ً منه ـ ربما بسبب الترجمة لأن أغلب ما كتب كان بالفرنسية ـ لكن هذا الرجل جدير جدير بكل اهتمام تتميز كتابته بالبرود و اللا إحساس هو يكتب بلغة المنطق المحايد والمنطق فقط.
،
نعود لأفكاره يقول ابن نبي مشكلتنا بالأساس هي كمشكلة كل الشعوب مشكلة
حضارية ، ويعرف الحضارة بأنها" مجموعة الشروط الأخلاقية والمادية التي
تمكن المجتمع من تقديم الخدمة الضرورية لأي فرد من أفراده في كل طور في
حياته" وتبعاً لذلك فإنه يحدد مكونات الحضارة بثلاثة عناصر:
إنسان ، تراب ،وقت
الإنسان هو أنا وأنت هو وهي،فالإنسان الذي يسكن القاهرة مثلاً هو نفس
الإنسان في نيويورك ، الجسد نفس الجسد،العقل نفس العقل ،هذا من ناحية
بيولوجية ..التراب يشير فيه إلى كل الثروات ويعتمد عليه الإنسان كذلك
في حياته و طعامه ..إلخ،و الوقت هو العامل أو المناط الذي يتفاعل فيه كلٌّ من
الإنسان والتراب لتكوين نتاج حضاري..
> يبدو كلاما ً كبيراً أدري؛ لكن تحملونا لأهميته =(
ويحق لنا أن نتسائل لماذا لا نكوّن حضارة مع توفر عناصرها الثلاث وحتى
بشكل أكبر بكثير مما يمتلكه الغرب فيما يخص التراب والثروات..
يقول ابن نبي أن هذه العناصر الكيميائية ـ إن صح التعبيرـ لا يمكنها أن تتفاعل
لوحدها ؛ فهي بحاجة لما يسميه بالمركَّب الحضاري أو هو جو التفاعل الذي
لا تفاعل بدونه، وهو بنظر ابن نبي الفكرة الدينية فالدين برأيه هو أساس قيام
كل الحضارات بغض النظر عن صوابية هذا الدين ؛فالحضارة الغربية اليوم هي
نتاج للأفكار المسيحية حتى المجتمعات الشيوعية يقول أنها بنَت أفكارها
بالأساس على كراهيتها للأديان والمسيحية بالذات..
بل المبادئ الإشتراكية كالمصلحة العامة ،ومساعدة الضعفاء والطبقة الكادحة
تعمل عمل المبادئ الدينية عند باقي الأديان..
ابن نبي على عكس كثير ممن سبقوه يقر بأن الدول الغربية اليوم هي حضارات ،
ولا يفسر الحضارة مفهوماً دينياً إسلامياً متحيزاً،ومع ذلك هو لا يختلف
بأن أصلح الحضارات هي التي تستقي أفكارها من الإسلام ..
ابن نبي يفترض أن هناك ما يسميه بالدورة الحضارية ،و أشبههّا بالمنحنى
البياني الذي يبدأ بـ صعود من ثـََم قمة يتلوها هبوط..
هنا أحب أخربش شيء من عندي أن أمريكا اليوم ليست هي أمريكا في أواخر
التسعينات ،هي وصلت لذروة عظمتها في عهد كلينتون أما اليوم فهي تعاني
في العراق ، وقبل أيام صرح مسؤول في الناتو أن القوات في أفغانستان تواجه
خطراُ يهدد كل وجودها ،كل هذا يؤكد أن أمريكا في مرحلة الهبوط وإن كان التغير
الملاحظ طفيفاً لكنه مهم جدًا فأعمار الحضارات والدول لا تقاس باليوم والليلة
كما نعلم، >يعني اطمنوا من هين لبكرا الصبح هتلاقوا أمريكا في الـ باي باي^^
نرجع لابن نبي الذي يتخذ الحضارة الإسلامية مثالاً يقسم أجزاء المنحنى
(الدورة الحضارية ) فتنشأ عندنا ثلاث مراحل حضارية:
> تسبقها مرحلة ما قبل الحضارة وهي العصر الجاهلي:
ــ مرحلة الروح : وهي مرحلة النبوة والخلافة الراشدة وتكون فيها الفكرة
الدينية في أوجها ويكون المجتمع متماسكاً متكافلاً.
ـ مرحلة العقل :الأمويين والعباسيين وتنتج عن توسع حدود المجتمع الإسلامي
وتقل فيه فاعلية الفكرة الدينية ،وتبدأ الغرائز بالتحرر تدريجياً لأن سلطة العقل
لا توازي سلطة الروح على الجسد.
ـ مرحلة الانحطاط : ويقول عنها أنها مرحلة ما بعد دولة الموحدين وتخبو فيها
فاعلية الفكرة الدينية ،ويتفكك المجتمع ويصبح أشبه بمرحلة ما قبل الحضارة
وتنتهي هنا الدروة الحضارية في انتظار دورة حضارية جديدة.. ويظهر لنا جميعاً
أننا نقع في هذه المرحلة للأسف =(
*يتبع [/center] | |
|